كيف تتفهم وجهات نظر الطالب المراهق
صفحة 1 من اصل 1
كيف تتفهم وجهات نظر الطالب المراهق
كيف تتفهم وجهات نظر الطالب المراهق
كيف تتفهم وجهات نظر الطلاب (طلاب الحلقه) وهل هناك مراجع للاستزادة بخصوص هذا الموضوع؟
أبوماجد - السعودية .
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعيش الطالب في مرحلة المراهقة فترة ذات تحولات كبيرة. وينبغي تفهم طبيعة المرحلة حتى يتم التعرف على وجهات نظره بشكل إيجابي. ومن هذه التحولات:
التحولات الجسدية .. كالنمو السريع للجسم والخشونة للفتى والذي يقابل النعومة للفتاة والاهتمام بالجسم معلم من معالم هذه المرحلة.
التحولات العقلية .. كالقدرة على التفكير المعنوي بعد أن كان محدوداً في التفكير المادي ومن التفكير الفردي إلى التفكير الجماعي وإلى القدرة على تأمل الذات وتأمل المحيط الخارج في نفس الوقت. كما أنه في هذه المرحلة أصبح ينطلق إلى التفكير الإيجابي الباحث عن المسئولية.
التحولات النفسية .. مثل الخوف على الذات ومن احتمالات الفشل، وعدم الاستقرار. كما أصبحت تؤثر عليه الاستثارات العاطفية والشعورية مع شيء من الإسراف في الحب والبغض وضعف في التحكم في حالاته الانفعالية. والمبالغة في التأييد والمناصرة. كما أنه يثق في عاطفته كثيراً ويجري وراءها. بالإضافة إلى ذلك تراه معجباً بنفسه معتداً بها. ويريد أن يرى الآخرون ما يراه هو. لذا فهو يتألم من النقد كثيراً ويكتم حسراته وآلامه عن الآخرين. كل ذلك بسبب اختلاط تزايد العواطف مع قلة معرفته بالحياة وتجاربها.
كل هذه التغيرات لا يزال المراهق فيها قليل الخبرة يعيش في أحلامه وبين عواطفه ويرغب أن يرى الآخرون ما يراه هو من منظاره!
هنا تكون كثير من المشكلات العائلية وضعف التواصل بين المراهق وبين أبويه أو بينه وبين معلمه البعيد عن قلبه. وقد يظن الشاب هنا أنه لا أحد يفهمه فيفر إلى أصحابه. وتراه ناقماً على كثير ممن لا يحسنون التعامل مع تغيراته القريبة والتي لم يدركها هو أو من حوله.
لذا كان من المهم عند التعامل مع الشاب في الحلقة أو في المنزل الاهتمام بأمور :
1- غرس الخبرة والأفكار لدى الشاب قبل الحوار .. فقبل البدء بأي مشروع دعوي أو أي حوار يريده الشاب ينبغي تقديم الأفكار الداعية لمثل هذا المشروع والاستفادات وتعميق الخبرات لديه ، ثم الاستماع لوجهات نظره تجاه هذا المشروع. نكون بهذه الطريقة غرسنا في الشاب الخبرات والتوجيهات التي يفقدها وتركنا له مجالاً لإبداء رأيه فصنعنا الصورة التي يرغبها في اعتزازنا برأيه والذي نبع من الخبرات التي عرضناها له سابقاً.
2- حسن الاستماع له ولوجهات نظره.. وقبول آراءه أو بعضها إن كانت مناسبة وإشعاره بذلك. وعدم تسفيه أو جرحه على ما هو غير مناسب من هذه الأفكار بل أظهر اهتمامك بالإنصات له أو كتابتها، واطلب منه التريث لحين التفكير بآرائه. يمكنك عبر اللقاءات التالية تغيير آراءه غير المناسبة بسهولة شديدة وذلك بغرس التصحيحات بطرق مختلفة دون شعور منه.
3- يجب إبداء الحب والتقدير له ولو كانت هناك مشكلة أو خلاف.. فسيظهر حجم التحول في العواطف والانفعالات الإيجابية تجاهك .وكل شيء عنده يهون عند معرفته بحبك له وتقديرك لمكانته. فتراه يتنازل عن كثير من آراءه لآراء محبيه ويستميت في الإعجاب بما تقدمه من أفكار ووجهات نظر.
4- استشارته بين الفترة والأخرى .. ومن المناسب واستغلالا للوقت يمكن جمع مجموعة من الشباب الجيدين في الحلقة والذين يديرون الآخرين دورياً .. وطرح ما سيتم القيام به من برامج وأنشطة والطلب منهم الإضافة أو إبداء آراءهم تجاه البرامج. وإظهار ثقته بأفكارهم. سيرى المربي من تقديرهم له وإعجابهم بالبرامج وتفاعلهم معها لاحقاً ما يعجب له المربي.
5- صحح الفجوات النفسية .. وذلك بعمل بعض الأمور التي يحبها الشاب. كدعوته إلى عشاء خاص أو بعض المرطبات والتحدث معه بخصوصية – من غير إسراف للأوقات-. أو إي طريقة يرى المربي أنها مناسبة.
مثلاً : يخرج أب مع ابنه واللذان يحملان فجوة عاطفية بينهما للبر وعمل عشاء شوي ويتم التحدث بينهم بدون التذكير بأي مشكلة.. ستكون النتيجة إيجابية جداً إن شاء الله.
6- يجب عدم تأثر المربي العقلي بعمق الانفعالات أو عظم الإعجاب أو البغض في أحاديث الشاب.. وعدم تصديق الخيالات التي يملكها المراهق. وليكن مركز الثقل والهدوء والتوجيه الإيجابي. حيث أن عمق الانفعالات هي شكل من أشكال المرحلة التي يمر عليها الشاب.
7- عدم النقد المباشر أو الإقصاء لزملاء الشاب المقربين .. وذلك لعمق العواطف وكثرة الانفعالات لدى المراهق مما قد يؤدي إلى سوء فهم متبادل بين المربي والمتربي.
8- عدم الشك في عمق عواطفه تجاه زملائه .. وذلك لطبيعة المرحلة وشعوره بأن هذه العواطف طبيعية. وعند الشك فيه فسيفقد ثقته في تصور مربيه تجاهه ويكون هناك نوع من التصادم النفسي بينهما. بل ينبغي تكثيف التوجيه والتصحيح بدلا من التشكيك أوالتنفير.
9- التعرف على اهتماماته والاقتراب منه أكثر وفهم نفسيته.. والتحدث معه بالمنطق الذي يفهمه والتعرف على إيجابياته وسلبياته يعطي المربي مجالاً أكبر لتفهم وجهات نظر المراهق والتأثير عليه.
هذه بعض الاقتراحات ويمكن للمربي استنتاج مقترحات أخرى من خلال اختلاطه في وسط الشباب المراهق وتربيتهم ومعالجة بعض واقعهم.
ومن الكتب التي يجب على المربين الاهتمام بها وتدارسها في هذا المجال:
المراهقون للدكتور عبد العزيز النغيمشي .
تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس للزعبلاوي
كتاب تربية الشباب الأهداف والوسائل -الفصل الثاني- للشيخ محمد الدويش.
كتاب المدارس والكتاتيب القرآنية - الفصل الثالث - المنتدى الإسلامي
كيف تتفهم وجهات نظر الطلاب (طلاب الحلقه) وهل هناك مراجع للاستزادة بخصوص هذا الموضوع؟
أبوماجد - السعودية .
الإجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يعيش الطالب في مرحلة المراهقة فترة ذات تحولات كبيرة. وينبغي تفهم طبيعة المرحلة حتى يتم التعرف على وجهات نظره بشكل إيجابي. ومن هذه التحولات:
التحولات الجسدية .. كالنمو السريع للجسم والخشونة للفتى والذي يقابل النعومة للفتاة والاهتمام بالجسم معلم من معالم هذه المرحلة.
التحولات العقلية .. كالقدرة على التفكير المعنوي بعد أن كان محدوداً في التفكير المادي ومن التفكير الفردي إلى التفكير الجماعي وإلى القدرة على تأمل الذات وتأمل المحيط الخارج في نفس الوقت. كما أنه في هذه المرحلة أصبح ينطلق إلى التفكير الإيجابي الباحث عن المسئولية.
التحولات النفسية .. مثل الخوف على الذات ومن احتمالات الفشل، وعدم الاستقرار. كما أصبحت تؤثر عليه الاستثارات العاطفية والشعورية مع شيء من الإسراف في الحب والبغض وضعف في التحكم في حالاته الانفعالية. والمبالغة في التأييد والمناصرة. كما أنه يثق في عاطفته كثيراً ويجري وراءها. بالإضافة إلى ذلك تراه معجباً بنفسه معتداً بها. ويريد أن يرى الآخرون ما يراه هو. لذا فهو يتألم من النقد كثيراً ويكتم حسراته وآلامه عن الآخرين. كل ذلك بسبب اختلاط تزايد العواطف مع قلة معرفته بالحياة وتجاربها.
كل هذه التغيرات لا يزال المراهق فيها قليل الخبرة يعيش في أحلامه وبين عواطفه ويرغب أن يرى الآخرون ما يراه هو من منظاره!
هنا تكون كثير من المشكلات العائلية وضعف التواصل بين المراهق وبين أبويه أو بينه وبين معلمه البعيد عن قلبه. وقد يظن الشاب هنا أنه لا أحد يفهمه فيفر إلى أصحابه. وتراه ناقماً على كثير ممن لا يحسنون التعامل مع تغيراته القريبة والتي لم يدركها هو أو من حوله.
لذا كان من المهم عند التعامل مع الشاب في الحلقة أو في المنزل الاهتمام بأمور :
1- غرس الخبرة والأفكار لدى الشاب قبل الحوار .. فقبل البدء بأي مشروع دعوي أو أي حوار يريده الشاب ينبغي تقديم الأفكار الداعية لمثل هذا المشروع والاستفادات وتعميق الخبرات لديه ، ثم الاستماع لوجهات نظره تجاه هذا المشروع. نكون بهذه الطريقة غرسنا في الشاب الخبرات والتوجيهات التي يفقدها وتركنا له مجالاً لإبداء رأيه فصنعنا الصورة التي يرغبها في اعتزازنا برأيه والذي نبع من الخبرات التي عرضناها له سابقاً.
2- حسن الاستماع له ولوجهات نظره.. وقبول آراءه أو بعضها إن كانت مناسبة وإشعاره بذلك. وعدم تسفيه أو جرحه على ما هو غير مناسب من هذه الأفكار بل أظهر اهتمامك بالإنصات له أو كتابتها، واطلب منه التريث لحين التفكير بآرائه. يمكنك عبر اللقاءات التالية تغيير آراءه غير المناسبة بسهولة شديدة وذلك بغرس التصحيحات بطرق مختلفة دون شعور منه.
3- يجب إبداء الحب والتقدير له ولو كانت هناك مشكلة أو خلاف.. فسيظهر حجم التحول في العواطف والانفعالات الإيجابية تجاهك .وكل شيء عنده يهون عند معرفته بحبك له وتقديرك لمكانته. فتراه يتنازل عن كثير من آراءه لآراء محبيه ويستميت في الإعجاب بما تقدمه من أفكار ووجهات نظر.
4- استشارته بين الفترة والأخرى .. ومن المناسب واستغلالا للوقت يمكن جمع مجموعة من الشباب الجيدين في الحلقة والذين يديرون الآخرين دورياً .. وطرح ما سيتم القيام به من برامج وأنشطة والطلب منهم الإضافة أو إبداء آراءهم تجاه البرامج. وإظهار ثقته بأفكارهم. سيرى المربي من تقديرهم له وإعجابهم بالبرامج وتفاعلهم معها لاحقاً ما يعجب له المربي.
5- صحح الفجوات النفسية .. وذلك بعمل بعض الأمور التي يحبها الشاب. كدعوته إلى عشاء خاص أو بعض المرطبات والتحدث معه بخصوصية – من غير إسراف للأوقات-. أو إي طريقة يرى المربي أنها مناسبة.
مثلاً : يخرج أب مع ابنه واللذان يحملان فجوة عاطفية بينهما للبر وعمل عشاء شوي ويتم التحدث بينهم بدون التذكير بأي مشكلة.. ستكون النتيجة إيجابية جداً إن شاء الله.
6- يجب عدم تأثر المربي العقلي بعمق الانفعالات أو عظم الإعجاب أو البغض في أحاديث الشاب.. وعدم تصديق الخيالات التي يملكها المراهق. وليكن مركز الثقل والهدوء والتوجيه الإيجابي. حيث أن عمق الانفعالات هي شكل من أشكال المرحلة التي يمر عليها الشاب.
7- عدم النقد المباشر أو الإقصاء لزملاء الشاب المقربين .. وذلك لعمق العواطف وكثرة الانفعالات لدى المراهق مما قد يؤدي إلى سوء فهم متبادل بين المربي والمتربي.
8- عدم الشك في عمق عواطفه تجاه زملائه .. وذلك لطبيعة المرحلة وشعوره بأن هذه العواطف طبيعية. وعند الشك فيه فسيفقد ثقته في تصور مربيه تجاهه ويكون هناك نوع من التصادم النفسي بينهما. بل ينبغي تكثيف التوجيه والتصحيح بدلا من التشكيك أوالتنفير.
9- التعرف على اهتماماته والاقتراب منه أكثر وفهم نفسيته.. والتحدث معه بالمنطق الذي يفهمه والتعرف على إيجابياته وسلبياته يعطي المربي مجالاً أكبر لتفهم وجهات نظر المراهق والتأثير عليه.
هذه بعض الاقتراحات ويمكن للمربي استنتاج مقترحات أخرى من خلال اختلاطه في وسط الشباب المراهق وتربيتهم ومعالجة بعض واقعهم.
ومن الكتب التي يجب على المربين الاهتمام بها وتدارسها في هذا المجال:
المراهقون للدكتور عبد العزيز النغيمشي .
تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس للزعبلاوي
كتاب تربية الشباب الأهداف والوسائل -الفصل الثاني- للشيخ محمد الدويش.
كتاب المدارس والكتاتيب القرآنية - الفصل الثالث - المنتدى الإسلامي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى